الرئيسة \  مواقف  \  موقفنا:منطقان إرهابيان لسنا منهما في شيء، الإرهاب الفاعل–والإرهاب المنفعل..مائتا شهيد في حلب ومنبجها

موقفنا:منطقان إرهابيان لسنا منهما في شيء، الإرهاب الفاعل–والإرهاب المنفعل..مائتا شهيد في حلب ومنبجها

21.07.2016
زهير سالم


موقفنا : منطقان إرهابيان لسنا منهما في شيء ....
الإرهاب الفاعل – والإرهاب المنفعل
مائتا شهيد في حلب ومنبجها




المنطق الأول يقوده من يسمى ، الدول الكبرى ، ممثلة في المجتمع الدولي ، ومن أسند إليهم القانون الدولي ، حماية ( الأمن والسلم الدوليين ) ، حماية الأمن والسلم للشعوب والمجتمعات والأفراد ..
منذ ربع قرن تقريبا بدأ يطفو على سطح لغة السياسة الدولية مصطلح ( الخطر الأخضر ) ، ثم لم يلبث أن تعزز الاتهام الاستباقي ، بالحديث عن ( الأفغان العرب ) ، لنشهد فيما بعد نقمة دولية عارمة على كل القوى المسلمة التي شاركت في تحرير أفغانستان ، وفي إجلاء المستعمر السوفييتي عن أفغانستان .
في فقه أشرار العالم هؤلاء : أن العالم غمد ، وأن غمد العالم لا يتسع لسيفين . فحرف أشرار العالم من موقع القوة والسيطرة والنفوذ الثورة الأفغانية عن مسارها ، وضربوا قواها بعضها ببعض ، وخرجوا علينا بمصطلح ( للإرهاب ) ، أطلقوه ثم غذوه ، ثم أوجدوا حوامله ، ثم تغاضوا عنها ، بل ورعوها ثم نصبوا الأفخاخ وزرعوا الألغام على طريقها . معلنين حربا وجودية على خمس سكان العالم ، ما زالوا مصممين ، كما يقول لنا المشهد العراقي والسوري والمصري والتركي : على كسر إراداتها ، والسيطرة على قرارها ، وإخراجها من الوجود الحضاري الإيجابي ..
في كل يوم يخرج علينا زعيم أو رئيس من الأشرار هؤلاء ، يعلنها علينا حربا صليبية أو عنصرية أو سياسية ، ثم يفسرها ويسوغها بأنه الحرب على الإرهاب الذي أراد . الإرهاب الذي يسمونه في نوبات الهستيريا التي تجتاحهم ( إسلاميا ) . ويرسل هذا وذاك طائراته وطياريه وجنوده فيدمر الديار ، ويقتل النساء والأطفال فيما يزعم ، بطريقة ، حضارية غير داعشية ، أو يرسل عيونه وجواسيسه ووكلاءه فتعيث الفساد بين ظهرانينا ، وتبث الفتنة في صفوفنا ، حتى يبلغ مشروع الشر منا مداه . ولو ملكنا إحصاءات دقيقة عن حجم الضحايا التي تتسبب بها هذا الإرهاب المتعدد الوجوه والعناوين والأدوات ، على مدار ربع قرن من الزمان ، في أفغانستان والعراق واليمن وسورية وليبية ونيجيريا والسودان والصومال لتجاوز عدد ضحاياه المليون إنسان . ولكن أمتنا في وضع لا يسمح له بأن تحسب عدد ضحاياها ، أو أن تعد العصي التي تتهاوى على الرؤوس والأجناب . أمتنا في وضع صعب اتخذت فيه من عدوها الحقيقي ( وليا ونصيرا )
بالأمس فقط قتلت طائرات التحالف الإرهابي ( الأمريكي – الروسي – الأسدي ) في حلب ومنبج أكثر من مائتي إنسان . مائتا إنسان حصدتهم طائرات الإرهابيين في ساعة من نهار تماما كما حصدت شاحنة إرهابي نيس أرواح العشرات في ساعة من ليلة ليلاء ..
وإزاء هذا المنطق الإرهابي المنطلق من موقع ( القوة والسيطرة والنفوذ والهيمنة ) . الهيمنة ليس على أدوات القتل فقط ، بل على أدوات الإعلام والثقافة والسياسة والاقتصاد والاجتماع ، تمتلئ قلوبٌ لهول المشهد بالغيظ والنقمة والغضب والكراهية ، فيُعمي كل ذلك على السمع والبصر ويغلق نوافذ العقل ، فينطلق أصحابها في ردود فعل فوضوية آثمة ، غير محسوبة ، ترد الشر على غير أهله ، وتنال بالكيد أبرياء لو استشيروا في أمر هؤلاء الأشرار لنبذوا إليهم على سواء ، فتكون هذه الأعمال الشريرة المؤذية المنكرة التي تؤجج نار الفتنة ، ولا تأخذ على يد شرير ، ليجد فيها الشرير الأول ذريعته ، لتعزيز موقع سيطرته وهيمنته ونفوذه . ولتوظيف هذه الفقاعات والاندفاعت الآثمة ، ومنها ما هو مفتعل ومدبر ، في خدمة مشروعه ، وفي الإغلاق على المحاصرين في دائرة حرب الكراهية على أصحابها من أبناء الإنسانية أجمعين.
منذ يومين أكدت التقارير الاستخبارية الفرنسية ( أكرر الفرنسية ) إن مرتكب جريمة نيس : ليس من أهل المساجد ولا الصلاة ولا الصوم بل هو من الذين يشربون الخمر ويأكلون لحم الخنزير ويتعاطون الكيف ويرجونه ، ثم يخرج علينا عقب ذلك السيد ساركوزي ( رئيس جمهورية سابق ) ليطالب بتشديد الحرب على المساجد ودور العبادة !!
تقول لهم المخابرات الأمريكية أن الذي فجر نادي المثليين في بلده كان من رواد النادي المستروحين فيه لفترة طويلة ، ولكن السيد أوباما والسيد ترمب يستثمران بالحدث بتسعير الحرب على الإسلام والمسلمين ..
فهل هذا المنطق هو منطق الحكيم الذي يبحث للمشكلة عن حل أو منطق المتذرع الذي يبحث لقراره وفعله ( الإرهابيَين )عن ذريعة ؟!
إننا وقد تأكد لنا من خلال واقع دام ، متواترة شواهده ، أن بعض هؤلاء الأشرار من موقع السيطرة والنفوذ ، وبدافع الهيمنة المطلقة ؛ يسعون جاهدين إلى تسعير نار هذه الحرب واستدامتها ، ونعتقد أيضا ان هؤلاء الأشرار الذين يتظاهرون بالغضب بسبب أفعال النكاية التي تقع على (مجتمعاتهم ) هم في حقيقة الأمر فرحون مغتبطون بها ، ويرون فيها مدخلا لتحقيق أهدافهم . وهم يستديمون هذه الأفعال بارتكاب ما هو شرمنها .
إننا نؤمن أن لا خير للإنسانية أجمع في هذه الحرب القذرة الملعونة , وأن الحكمة كل الحكمة في التعامل مع سكان الأرض أنهم مجتمع إنساني واحد ، وغن تعددت الأعراق والثقافات .
إن من يستنكر قتل المدنيين في المربع ( س ) – إن كان صادقا - لا يقتلهم في المربع ( ص ) . ومن يبكي على أشلاء الأطفال في البقعة ( ب ) لا يقتلهم في البقعة ( جيم )
هذا هو منطقنا الذي نؤمن به وندعو إليه ، وندرج على أساسه كل الإرهابيين الأشرار حول العالم ، فاعلين ومنفعلين ، في قائمة واحدة ..
إن الأبرياء من أبناء الشعوب وحدهم هم المتضررون من هذه الحرب القذرة، من إشعالها ، ومن استدامتها ، ومن تأجيجها ..
والعقلاء وحدهم من الشعوب المتضررة في كل أنحاء العالم هم المطالبون أولا بالبراءة من منطق الإرهابيين ، أولئك وهؤلاء ، وإن أي انسلال عن تحمل مسئولية الإدانة المزدوجة يعني السقوط في حبال الإرهاب والإرهابيين وشرهم ومكرهم وحقدهم ..
والعقلاء وحدهم هم المطالبون بتفهم حقيقة المكيدة ضد الإنسانية بأبعادها، ووضع الخطط العملية المجدية لتفكيكها .
المعركة أخطر مما يتصور الأشرار . قد يكون بيدك أن تشعل الحريق ولكنك لن تظل أبدا مسيطرا عليه . وعلى الأشرار أن يتفهموا هذا وعلى الأخيار أن يبادروا لإطفائه قبل أن يستفحل...
الإرهاب الدولي المعولم : ومائتا شهيد من المدنيين في حلب ومنبج ، ألا لعنة الله على القتلة المجرمين الإرهابيين ...
لعنة الله عليهم في الطائرات وفي الشاحنات وفي أقبية المكر والكيد حيث تفتل المكايد وتبرم الصفقات !!!!
وحلب ستنتصر على الروس ..والمجوس ...
فيا عقلاء العالم اتحدوا ...
لندن : 15 / شوال / 1437
20 / 7 / 2016
----------------
*مدير مركز الشرق العربي
zuhair@asharqalarabi.org.uk